ما هو التطوع وأنواعه

التطوع:

التطوّع هو العمل أو الجهد الذي يُقدّم دون مقابل أو عوض مادي بدافع تحمل مسؤولية معينة وتقديم خدمة إنسانية للمجتمع أو البيئة، والمتطوع هو الشخص الذي يسخّر نفسه عن طواعية ودون إكراه لمساعدة ومؤازرة الآخرين بقصد القيام بعمل يتطلب الجهد الجماعي في موضوع معين.

العمل التطوعي:

يسعى العمل التطوعي لخلق روح إنسانية تعاونية بين أفراد المجتمع الواحد والمجتمعات المختلفة، فالتطوع هو ممارسة تتطلب ثقافة ووعي بما يقدم لنا وللآخرين، لأن التطوع هو منا ولأجلنا، وهو نابع عن خلق العطاء العظيم ويعتبر عمل سامي وجميل.
صدق الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال:" أحبّ الناس إلى الله أنفعهم للناس".

أشكال العمل التطوعي:

الآن سنتكلم عن أنواع العمل التطوعي بشكل كامل وبسيط.

العمل التطوّعي الفردي:

وهو عمل أو سلوك اجتماعي يمارسه الفرد من تلقاء نفسه وبرغبة منه وإرادة ولا يريد منه أي مردود مادي، ويقوم على اعتبارات أخلاقية أو اجتماعية أو إنسانية أو دينية، كأن يقوم فرد بتعليم مجموعة من الأفراد القراءة والكتابة ممن يعرفهم، أو الطبيب الذي يمنح من وقته ليُعالج الفقراء مجاناً.

العمل التطوّعي المؤسسي:

وهو أكثر تقدماً من العمل التطوعي الفردي وأكثر تنظيماً وأوسع تأثيراً في المجتمع، ويتطوّع فيه الأفراد ضمن بوتقة مؤسسية تطوعية أو خيرية، لأجل خدمة المجتمع الذي يعيشون فيه في المجال الذي يبرعون فيه ويفضلونه.

مجالات العمل التطوعي:

إن مجالات العمل التطوعي عديدة وأهمها:

مجالات العمل التطوعي

التطوّع في الدول الفقيرة والنامية:

من خلال مساعدة المنكوبين في الدول الأخرى من آثار الزلازل والأعاصير والفيضانات و تقديم يد العون لهم من خلال مواد الإغاثة، والمواد العلاجية من تمريض وإسعافات أولية وأدوية ومواد طبية، وكذلك تقديم الخيام السكنية والمواد الغذائية و غيرها، أو السفر إلى تلك الدول والتطوع فيها مثل تعليم اللغة، أو العمل الخيري في دار المسنين.

التطوّع في الأماكن العامة:

وذلك عن طريق تقديم المساعدة اليدوية في تنظيفها وتجميلها، بتنظيم الحدائق وتنسيقها وتنظيفها لجعلها جميلة المنظر، وتنظيف الشوارع وتحسينها، بدهن الأرصفة وكنس الشوارع وإزالة القمامة الملقاة فيها.

التطوع في مجال الطوارئ:

وذلك عن طريق نشر طرق التعامل مع الحالات الطارئة والإسعافات الأولية، ومساعدة المتضررين من كوارث البيئة الطبيعية كالزلازل والبراكين.

التطوع لمساعدة الفقراء والمساكين:

التطوع لخدمة الأخرين من فقراء أو أي شخص يحتاج المساعدة، وتقديم يد العون في تحسين حياتهم، كأن تشارك في حملة جمع تبرعات لهم وتوزيع الأطعمة والألبسة لهم أو معاونتهم على تصليح مكان سكنهم.

التطوع في مجال البيئة:

تتضمّن هذه الأعمال الانخراط بالأعمال التي تتعلّق بحماية البيئة وصيانة موارد الطبيعة، وذلك من خلال العمل تطوعياً كمجموعات في المناطق الطبيعية والأرياف، والمساهمة في رفع مستوى الوعي البيئي لدى مختلف فئات المجتمع.

التطوع في أماكن العبادة:

وذلك إما عن طريق تقديم المساعدات المادية لبنائها وترميمها، أو تقديم المساعدات التي تعتمد على المجهود الشخصي كالتطوع لتنظيفها وتعطيرها وغيرها من الاعمال التي تسهم في الحفاظ عليها.

أهمية العمل التطوعي:

في السنوات الأخيرة، ازداد أهمية العمل التطوعي والاهتمام بمفهوم التطوع والعمل التطوعي، وأصبح الناس أكثر وعياً بفوائده وآثاره الإيجابية على الشخص المتطوع وعلى المجتمع بشكل عام، فعلى المستوى الشخصي يعتبر العمل التطوعي فرصة فريدة من نوعها، تتيح لك الالتقاء بأشخاص مختلفين وتكوين شبكة من العلاقات التي تضمن تطوّرك، كما أنه يسهم بشكل كبير في ارتقاء سيرتك المهنية إلى مستوى جديد مختلف تماماً، كون العمل التطوعي مجاني وغير مدفوع الأجر، فذلك لا يعني بالضرورة أن المهارات التي تكتسبها خلال القيام به، هي مهارات أساسية بسيطة، على العكس، فالكثير من فرص التطوع توفر تدريباً مكثفاً يصقل مهاراتك في جميع المجالات، كتطوير القدرة على التواصل مع الآخرين، وتنمية روح الفريق، فضلاً عن الخبرة العملية في المجال الذي تتطوع فيه.

أهمية العمل التطوعي

العمل التطوعي في الإسلام:

الإسلام لا يقوم على الفردية أو الأنانية وإنّما هو دِين اجتماعي، أفراده يشدُّون من أزر بعضهم البعض كالبُنيان المرصوص، لذلك حثَّ الإسلام على العمل خارج نِطاق المنفعة والمقابل وهو العمل التَّطوعيّ الذي يبتغي به فاعله وجه الله تعالى والمثوبة والأجر منه، ثُمّ مساعدة مجتمعه ومساندة أهله أو غير أهله ممّن احتاج المساعدة من مسلمين وغيرهم.

قال الله تعالى:(لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيمًا).

ضرورة العمل التَّطوعي:

  • إعادة العمل التَّطوعيّ إلى مكانته التي كان عليها منذ عهد النّبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه؛ فهو خُلُق العظماء والنُّبلاء.
  • تشجيع الشَّباب على الانخراط فيه ومساعدة مجتمعاتهم.
  • الحثّ على العمل التَّطوعيّ وتحفيز الشَّباب على ملء أوقات فراغهم ما يعود بالنَّفع عليهم وعلى من حولهم عبر وسائل الإعلام المرئيّة والمسموعة والمقروءة. 
  • توسيع دائرة العمل التَّطوعيّ إلى نطاقات أوسع ولا تقتصر على مجالاتٍ محصورةٍ في العناية بالمساجد ودور العبادة ودور الأيتام والمسنيين. 
  • غرس مفهوم العمل التَّطوعيّ في الأطفال منذ نعومة أظافرهم، وأنّ النّبي صلى الله عليه وسلم سبقنا جميعًا إلى هذه الأعمال.
المنشور القادم المنشور السابق
ضع تعليقك هنا
إضغط وأضف تعليق
comment url